أمريكا بين الضربة الودّية…… و الحرب الشاملة.
صلاح النشواتي-بعد أن تمكن الجيش السوري من قلب موازين القوى على أرض الواقع بحيث تحّول من تكتيك الدفاع و الجذب للمسلحين إلى تكتيك الهجوم و الضرب بالعمق الاستراتيجي و اسلوب تعدد المحاور و قطع شرايين الامداد عن المسلحين و بدء عملية درع العاصمة الهادفة الى اسقاط الريف الدمشقي من يد المسلحين تحت خطة الفك العسكرية المؤلفة من 13 محور حيث بدأ القصف التمهيدي الذي أسفر عن مقتل أعداد كبيرة من المسلحين و تهاوي الريف الذي يعتبر من أهم مواقع الجماعات المدعومة من المخابرات السعودية
فسعت هذه الجماعات إلى استخدام السلاح الكيميائي
داخل الغوطة كرد فعل ناتج عن الصدمة بحركة مدروسة بالتزامن مع وصول اللجنة الاممية للتحقيق بشأن السلاح الكيميائي بغية استدراجها إلى الغوطة و ايقاف التقدم نحوها كفرصة لإعادة ترتيب صفوفها و استجلاب الدعم الخارجي لها اعلامياً و عسكرياً و لوجستياً و استيعاب الوضع بالنسبة للحلف المعادي فسرعان ما قامت مراكز الدراسات و البحوث الأمريكية بتقديم تقارير لصانع القرار الأمريكي بوجوب التدخل عسكرياً داخل سورية بحجة السلاح الكيميائي فتمت الاستجابة و تحرك الاسطول الامريكي باتجاه البحر المتوسط فصدمت أمريكا بالمواقف الدولية و الرأي العام العالمي المعارض بأغلبيته بالتدخل العسكري في سورية و الموقف الروسي المبّطن على لسان وزير خارجيتها الذي أخرج روسيا كطرف مراقب يحترم القانون الدولي لتوريط الأمريكي بضربة يكون بها خارقاً للأعراف و القوانين الدولية كما صدم بالموقف الايراني المهدد و موقف حزب الله المشارك و موقف مصر بإغلاق قناة السويس فسرعان ما بدأ باعادة حساباته من جديد لتكشف الأقمار الصناعية ان صواريخ ” ياخونت” موجودة و على منصات الاطلاق و ليس كما ادعت اسرائيل تدميرها بضربة جوية فكان التفاوض الروسي الامريكي حول عدم امكانية التراجع الأمريكي أمام الرأي العالم العالمي طالباً منه اقناع السوريين بضربة محددة الأهداف و محدودة ولكن في النتيجة رفض سوري ايراني روسي قاطع.
فوجدت أمريكا نفسها أمام اشعال حرب اقليمية شاملة مع امكانية تحوّلها الى حرب عالمية ثالثة بمجرد الرد السوري فبدأت تفاوض على امكانية ضرب مواقع خالية محددة مسبقاً لحفظ ماء الوجه و المكانة الدولية على أنها ضربة “ودّية ” متفق عليها لا يقصد منها غير ذلك
و هذا ما اتضح جليّاً على لسان المعلم حينما أجرى معه نظيره الأمريكي اتصالاً هاتفياً وصفه الأول ب “الودي” و رفض أيضاً بطريقة دبلوماسية بقوله ” سندافع عن انفسنا بكل الوسائل المناسبة أو المتاحة” و ” وان الرد سيكون سورياً”
فوقفت أمريكا وقفة العاجز عن النزول من سلّمٍ لطالما خشيت صعوده على مدى عامين و نصف فأعلنت عن تاجيل الضربة إلى حين اتضاح مستخدم الكيميائي علماً أن _ اللجنة مكلفة باثبات استخدامه فقط دون الفاعل _ و بحجة موافقة مجلس العموم البريطاني و نيل رضى الكونغرس الامريكي حيث تقوم حالياً و ببساطة بإعطاء المهل كمحاولة لدفع هذا التصعيد الى طاولة المفاوضات الدولية ” جينيف2 ” بتعاون أمريكي روسي غير معلن للخروج من المأزق الذي هزّ كيانها و هز الاقتصاد العالمي برمته و كاد يودي بهيبتها الدولية
فلا هي بالحرب الشاملة …. ….. ولا هي بالضربة الودية