مقابلة مع جريدة المغرب حول اجتماع استانا7
الباحث والمحلل السياسي السوري صلاح النشواتي لـ«المغرب»: «فشل أستانة 7 أو نجاحه رهين قدرة روسيا وإيران على إعادة ضبط الدور التركي في سوريا»
- بقلم وفاء العرفاوي
قال الكاتب والمحلل السياسي السوري صلاح النشواتي لـ«المغرب» انّ المعادلة السورية تمر بحالة من الوضوح في الوقت الراهن نتيجة التطورات العسكرية الميدانية وتاثير ذلك على استراتيجيات الدول
الفاعلة في الازمة السورية . واعتبر النشواتي ان نجاح اجتماع استانة 7 الذي انطلق امس رهين التزام الاطراف المعنية بأولويات الحل.
• لو تقدّمون قراءتكم للمشهد الراهن في سوريا ؟
تعيش الأزمة السورية في الوقت الراهن حالة الوضوح في الرؤى وتحديد أدق للأهداف التي تسعى إليها الدول الفاعلة في الأزمة السورية سواءً ذات الفعل الإيجابي أم السلبي، والذي كان نتيجةً للوصول إلى العجز العسكري للفصائل المسلحة والذي منعها من تحقيق أي إنجاز ميداني يكسبها قوة تفاوضية في العملية السياسية، والقضاء شبه الكامل على الإرهابية منها، مما وضع أجندات الدول الفاعلة في الأزمة السورية في محاكاة واقعية حول إمكانية تطبيقها، بالتالي هناك عاملان اثنان يحكمان التقدم في الملف السوري العامل الأول هو القضاء على تنظيم داعش والذي يستتبعه ملأ الفراغ الناشئ عن تراجعه من قبل التحالف الغربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قوات موالية لها تضمن بقاء السيطرة والنفوذ الأمريكي في المنطقة كقوات سوريا الديمقراطية، ما يرشح إمكانية تصادم هذه القوات مع الجيش السوري خاصة أنها تخوض سباقاً للسيطرة على منابع الثروة في شرق وشمال الفرات والتي تشكل آبار النفط أهمها، والذي قد يؤدي إلى تعقيد التوافقات الدولية حول الملف السوري وتأخير الحل، أما العامل الثاني فيتعلق بمدى قدرة القوى السياسية والعسكرية لأطراف الأزمة على المناورة، سعياً لتحقيق أكبر المكاسب السياسية الممكنة
حيث تشكل المبادرة التركية بدمج الفصائل وإنشاء جيش نظامي إضافة إلى تسليم المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا لما يسمى «الحكومة السورية المؤقتة» أحد أهم أدوات هذه المناورة
• ماهي ابعاد هذه المبادرة وأي دور تلعبه تركيا في المعادلة السورية؟
هذه المبادرة تثير الشك والريبة لدى دمشق من دور تركيا كاحدى الدول الضامنة في مؤتمر استانا، ويضع علامات استفهام كثيرة حول النوايا المستقبلية لأنقرة في شكل العملية السياسية في سوريا، وفي مستقبل المناطق التي تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة شمال سوريا، إضافة إلى أن الأولوية التركية بتطويق عفرين التي تتواجد بها وحدات حماية الشعب الكردية دفعها إلى تأجيل المواجهة مع النصرة الإرهابية واعتبار هذه المواجهة هدفاً ثانوياً بالرغم من أولوية مكافحة الإرهاب في مقررات استانا قبل أي أولوية أخرى.
وذلك مايمكننا من الاستنتاج أن الدور التركي في سوريا والذي تحاول أنقرة تصويره على أنه جزء مهم ولازم لحل الأزمة ليس إلا دوراً يخضع للمصالح والأوليات الأمنية التركية دوناً عن الدور الإيجابي في الملف السوري.
• ماذا بخصوص استانة 7 هل سيحمل الجديد للمعادلة السورية ؟
من المتوقع أن يحمل مؤتمر استانا 7 الكثير من التناقضات والإرباكات حول تقييم الأدوار وخصوصاً الدور التركي ومدى التزام أنقرة بأولويات الحل في الملف السوري، مايجعل مهمة إعادة التوازن على عاتق كل من إيران وروسيا، والتي قد تضيف عفرين كمنطقة جديدة لمناطق خفض التصعيد لاحتواء المخاوف التركية وتوجيه جهود أنقرة إلى مكافحة الأرهاب شمالاً والمتمثل بجبهة النصرة والبدء بترتيبات الحل من الناحية العسكرية، والشروع في إجراءات بناء الثقة بين المجموعات المسلحة والسلطة السورية، من خلال فتح ملف الأسرى والمختطفين كخطوة عملية قد تمثل أرضية صلبة للانطلاق بالحل السياسي عبر مفاوضات سياسية سواءً في جنيف أو في حميميم، مايعني أن فشل استانا 7 أو نجاحه يحدده مدى قدرة روسيا وإيران على إعادة ضبط الدور التركي في مساره الصحيح وتبديد مخاوف دمشق من النوايا العدائية لأنقرة، وإلا فالتصعيد سيكون سيد المشهد السوري شمالاً وشرقاً.