غزوة دمشق…هجمة حلاوة الروح الأخيرة
صلاح النشواتي-لم تنفك جبهة النصرة وأخواتها من محاولة أفشال أي عملية تفاوضية تهدف لإرساء مسار حل سياسي يحقن دماء السوريين ويوجه بنادقهم نحو الإرهاب والمنظمات الإرهابية العابرة للقارات فتارة تعلن عن تشكيلات مسلحة جديدة تبتلع فيها فصائل مقاتلة تحت أمرتها وتارة أخرى توهم الجميع باختراقات أمنية ضد الدولة السورية لا يتعدى
تأثيرها أكثر من مفاعيل ورسائل سياسية حمالة أوجه لأطراف الصراع في سورية ليس آخرها إشعال شموع ميلاد ثورتهم في أجساد السوريين في دمشق ولكن كما يبدو كل عمليات الإرهاب وسفك الدماء باتت مفاعيلها ضعيفة وردود الفعل سلبية بالنسبة لهم فالدول الضليعة اليوم بسفك الدم السوري أصبحت أقل اعتماداً على وكلائها في الداخل بعد أن خلقت لها موطئ قدم في أراضي السوريين وأصبحت هذه الدول كأصلاء موجودة داخلها تحاول تحقيق مصالح يدوياً بعد فشل الحرب بالوكالة في الداخل السوري، وباتت تفاوض أو تناور بشكل مباشر على أي مكاسب أو امتيازات من الممكن أن تحصل عليها من خلال مسارات التهدئة ووقف إطلاق النار ومسارات الحوار السوري-السوري في جنيف وهو ما أربك جبهة النصرة ووضعها في خانة التنظيم المنتهية صلاحيته والمستغنى عن خدماته وخاصة بعد صدور تقارير أمريكي من البنتاغون تتحدث عن احتمال اندماج النصرة بداعش وبدء الحديث عم إيجاد آلية أمريكية-روسية مشتركة في محاربة الإرهاب مما يعني أن تنظيم جبهة النصرة ومن لف لفيفها في عداد الموتى من الناحية الدولية وليس شاهذنا الأخير الغارة الأمريكية على قياداتها في جنينة ولا تنتظر أكثر من مصيرها المحتوم والذي بدء على أيدي الجيش العربي السوري بتقطيع أوصال مناطق سيطرتهم في دمشق مما سيسرع بالضرورة أي تفاهم دولي للقضاء عليهم بعد إنهاء وجودهم وخطرهم على دمشق فلم يكن في جعبة هذا التنظيم الدموي الكثير في ظل هكذا ظروف فالموت قادم لا محالة وخيار الباصات الخضر بالنسبة لهم يعني إنهاء هيبتهم أمام باقي الفصائل التي تسيطر عليها وتحثها بخطابات تعبوية لاستمرارها في الجهاد والقتال، فكان خيارهم الأخير إطلاق غزوة دمشق ليواجه الموت مهاجمين عسى أن يحققو ولو بأقل الاحتمالات أي خرق من الممكن أن يقلب القيمة السياسية لهم ويدفع بالمزيد من الفصائل باللحاق بهم والعودة إلى مسار القتل والدم والتدمير، فغزوة دمشق اليوم ليست بأكثر من مقامرة لجبهة النصرة على أرواح العناصر التي تقاتل معها وهي مقامرة خاسرة بكل المعايير، ولن يحقق إلا تعزيز موقع الجيش السوري أمام الرأي العام الدولي كمكافح فعال للإرهاب ويستجلب له الدعم الدولي على مختلف الصعد ويزيد من شرعية معركته ومن هنا نقوم أن هذا الهجوم ليس بأكثر من خيار انعدام الخيارات أو كما من الممكن أن نسميها هجمة حلاوة الروح الأخيرة