تقدير موقف: حول اتفاق غوطة دمشق الشرقية… لماذا تم اختيار جرابلس؟ وهل انتهى تنظيم جيش الإسلام عسكرياً؟
تقدير موقف لمركز الدراسات والأبحاث الأنتروستراتيجية
لماذا تم اختيار جرابلس؟ وهل انتهى جيش الإسلام عسكرياً؟
جرابلس هي مدينة تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات مساحتها 607كم مربع، عدد سكانها سابقا حوالي 26 ألف نسمة، دخلت عليها تركيا بعملية درع الفرات (24/8/2016) بذريعة محاربة تنظيم داعش الذي انسحب منها وسلمها دون قتال إلى ميليشيات درع الفرات، وبعد الإنهاء من هذه العملية سريعا، قامت تركيا بالسيطرة الذكية على المدينة عبر وضع خطط بناء المدينة وتنظيمها بشكل كامل ونقلت إليها عدد من النازحين الراغبين في العودة إلى سورية إضافة إلى عائلات المسلحين الذي يعملون ضمن ميليشيات درع الفرات التي تعمل تحت إمرة الجيش التركي لتشكل لاحقاً حاجز بشري ديموغرافي في وجه التنظيمات الكردية.
اتفاق دوما لنقل “جيش الإسلام” إلى جرابلس…!
ماذا يعني طرح جرابلس تحديدا كنقطة لتطبيق الاتفاق؟
توسطت روسيا في هذا الاتفاق بين كل من السعودية وتركيا، حيث كان من المتوقع أن تؤدي عملية نقل جيش الإسلام إلى إدلب لوقوع تصادم بين جيش الإسلام ذو المرجعية السعودية مع الفصائل ذات المرجعية التركية كنتيجة للاستقطاب بين الأصلاء (السعودية وتركيا).
تسوية دوما تخفي خلفها أهداف عميقة ومؤثرة على مستقبل الصراع في سورية حيث يمثل هذا الاتفاق انهاءً لجيش الإسلام كفصيل تنظيمي قوي في الحرب، فالتسوية تعني تحييد حقيقي لهذا التنظيم من المعارك الدائرة في سورية، ونقلهم مع المدنيين في دوما كنازحين للمكوث المؤقت أو الدائم في جرابلس، إلى حين إعادة إعمار دوما وتسوية أوضاع من يرغب في العودة من مسلحي دوما ومدنييها، فلا قيمة عسكرية بقيت لهذا التنظيم مع تسليم السلاح الثقيل والمتوسط إلى الدولة السورية بوساطة روسية وإخلائه لمواقع سيطرته الحساسة، ومن غير المتوقع أن تقوم تركيا بإعادة إنتاج هذا الفصيل المقرب من السعودية في منطقة تخضع للسيطرة التركية التامة وقريبة من الحدود التركية، فلذلك يمكن القول أن تنظيم جيش الإسلام انتهى فعليا، والدليل على ذلك أن الدفعات الأولى التي ستخرج من دوما ستتجه إلى إدلب وليس جرابلس وهم “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” التابعة لفيلق الرحمن والذي تواجد في دوما دون أن يكن محسوباً على جيش الإسلام بالمعنى التنظيمي أما الباقي فسيتوجهون إلى جرابلس وهم جيش الإسلام.
إذا اختيار منطقة جرابلس تفضي إلى إنهاء جيش الإسلام كبنية عسكرية تنظيمية وتكشف بذلك عن تفاهمات أعمق مما ظهر، ومن المرجح أن تقوم تركيا بعملية استكمال إنهاء هذا التنظيم بجذب التيار لشرعي الجهادي الذي لايكن بالولاء للسعودية، إلى قوات درع الفرات وزجها بمعارك في محيط عفرين.
المستقبل السياسيّ لجيش الإسلام؟
إن وجود بقايا هذا التنظيم في منطقة خاضعة عسكريا للسيطرة التركية بأدوات ميليشيا درع الفرات من جهة وكون روسيا ضامن لتنفيذ هذا الاتفاق، بمعنى حمايتهم من أي محولات هجومية من قبل الفصائل التركية، ومع وصولهم لجرابلس فان حركية هذا التنظيم سياسياً ستتقيد وتتأطر بحسب التوجهات المشتركة لتفاهمات روسيا وتركيا، وليس وفق الأجندة السعودية لافتقاد كامل الأدوات التي يمكن من خلالها لبقايا هذا التنظيم التأثير على مجريات التفاهمات، وان قرروا الدخول على خط التفاهمات للتعطيل لن يخرج دورهم عن الإطار الإعلامي فقط.
بنود اتفاق دوما (1 نيسان 2018)
– خروج “جيش الإسلام” باتجاه مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي بسلاحهم الخفيف.
– تشكيل فريق عمل برئاسة روسية يضم ممثلين عن الجانب السوري والدول الضامنة لعملية “آستانا” لترتيب موضوع تسليم الأسرى المختطفين من المدنيين والعسكريين الموجودين في سجون “جيش الإسلام “للدولة السورية وكشف مصير الباقيين.
– تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة بحوزة “جيش الإسلام” للجيش السوري.
– يمنع وجود أي سلاح خفيف في مدينة دوما وسيكون تنفيذ هذا البند بعد تشكيل مجلس محلي في دوما توافق عليه الدولة السورية.