الغزو الأمريكي للجنوب السوري…هل هو حقيقة أم لعبة خفة أمريكية؟

صلاح النشواتي-
لا تنفك القنوات الإعلامية عن الحديث حول الحشود العسكرية الأمريكية البريطانية على الحدود الأردنية السورية
كحشد مجهز لاحتلال أراضي سورية في الجنوب بذريعة مكافحة الإرهاب وتهديد الأمن القومي الأردني الغاية منه تأمين منطقة عازلة لحماية الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، ولكن التساؤولات المطروحة هنا…هل من عادة الولايات المتحدة الأمريكية اجتذاب كل هذا الاهتمام الإعلامي والدولي عندما ترغب فعلياً بالقيام بعملية عسكرية غير شرعية على أراضي دولة أخرى؟
بالمقارنة مع العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات والذي يعتبر خاطفاً في سياق التحضير له، نجد أن الحديث عن دخول الجنوب بهذه الصيغة أمر فيه بعض من الريبة والشك، خاصاً عندما يتحدث اليوم وزير المخابرات الإسرائيلي أن على واشنطن الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل، بالتالي وبتحليل مثل هكذا تصريح نجد أن الغاية الأساسية من دخول الجنوب السوري من جهة التحشيد العسكري غير محققة أمريكياً وإلا لما طلبت إسرائيل مثل هكذا طلب لو أن الدخول المخطط الذي يروج له يجري على قدم وساق ويخدم هذه الغاية، وبقدر ماهو أمر جيد ومفرح للشعب السوري بأن بلادهم لن تتعرض لغزو أمريكي-بريطاني مباشر بقدر مايدل على أن هناك سيناريو خطير خلف الكواليس يحضر له، ويحمل في ركيزته عامل المفاجئة، وهذا يعني أن واشنطن تلعب في المنطقة لعبة الخفة بحيث تلهينا بيد لتصرف أنظارنا عن اليد الأخرى التي تضع بها كل مخططاتها.
وبالمقارنة بين الصورتين القديمة التابعة للإعلام الحربي والحديثة نجد هناك انخفاض واضح في الحشود العسكرية وهو يرجح الفرضية التي تحدثنا عنها.
ولكن يبقى السؤال: أين هي اليد الأمريكية الأخرى وعلى أي مخطط تحتوي؟
بتقديرنا الشخصي الدعم الأمريكي سيكون للمسلحين الذي عبرو نحو التنف التي تقع على تقاطع الحدود السورية-العراقية-الأردنية بحيث سيقدم لهم الدعم اللامحدود وبكل الوسائل للتقدم باتجاه قطع الطريق أمام الجيش السوري لمنعه من الوصول إلى دير الزور وبالتالي عبور الفرات وكسر الاحتكار الأمريكي هناك، والمخطط لايقف هنا بل يستمر لتقدم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغطاء الدولي لمناطق سيطرة هؤلاء المسلحين تحت ذريعة محاربة داعش، وليس من المستبعد أيضاً أن تفاوض روسيا لضم المنطقة الجديدة إلى مناطق خفض التصعيد والتوتر وخلق مسافة فض اشتباك بين الجيش والمسلحين تحت ضغط تمرير المشروع الروسي لمجلس الأمن واستصدار قرار دولي بتأييده، وبالتالي تمنح القوات التي تعمل بأمرة واشنطن في الشرق السوري وقتاً كافياً للسيطرة على كامل ضفة الفرات في الأراضي السورية، ولكن يبقى الأمل معقوداً على بواسل الجيش العربي السوري والقوات الرديفة.